مساحة إعلانية

القارب الصغير







القارب الصغير
تقف الأم تودع ابنها المسافر إلى البلاد البعيدة كي يحصل على جائزة قد وهبها ملكها لمن يستطيع أن يعبر البحار بقارب صغير و يصل إليها . و انطلق بقاربه الصغير و معه صندوق محكم الإغلاق به ملابسه و بعض الفضه تساعده على العيش عندما يصل إلى البلاد البعيدة و بدأ يجدف حتى أصبح موج البحر يُسير قاربه. و ظل في البحر يومين و تبقى 6 أيام أخرى و بدأت وحشة الوحده و الحنين إلى أمه تدخل قلبه و تسيطر على عقله، فقال لعقله فكر ما ينتظرك من مجد هناك و لاتفكر في كل هذه الأشياء فقطع تفكيره إرتطام شئ كبير بالقارب الصغير فنظر إلى جميع جوانب القارب فوجد سمكة قرش تصدم القارب برأسها و يبدو عليها الجوع فرمى إليها ببعض من السمك التي أعطته أمه ليأكلها في طريقه. فذهب القرش و أكل السمك و شبع و أخد يحوم حول القارب و يقذف من الماء ليعلن عن صداقته مع هذا الشاب. و ليلاً وجد سلحفاة كبيره صعدت إلى السطح و رأها فرمى إليها سمكتين لتأكلهما فأكلتهم و انطلقت و مر يوما ً أخر على رحلته و في اليوم التالي أتى القرش و أخذ يتودد للشاب مثل أمس ليُطعمه
و لم يكن مع الشاب مع يكفي ليطعم القرش، و فهم القرش أن الشاب لا يمتلك الطعام الكافي فأخذ يصدم القارب كي يقع الشاب في الماء و يأكله و ظهر فجأة السلحفاة و نقرت القرش في خياشيمه فجُرح جرحاً عميقاً و عليها أنطلق بعيدا عن القارب. عرف الشاب أن القرش لم يتودد له أمس لأنه صديقه بل كان يتودد كي يطعمه اليوم أما السلحفاة فكانت صديقة حقاً لأنها عندما شعرت بما أنا فيه أتت لتنقذني.  و مر يومان على الشاب و بدأت العواصف تهب و الرياح تحمل القارب يميناً و يساراً و امتلئ القارب بكثير من الماء و بدأ على الشاب اليأس و استسلم للموت. ففكر قليلاً ووجد أنه لابد أن يضحي بطعامه و ملابسه كي ينجو فرمى طعامه و أفرغ صندوق الملابس منها و رمها، و أخد يفرغ القارب من الماء بالصندوق حتى فرغ من هذا في عند طلوع الفجر. و استراح بعد هذا العناء و قرر أن يجتهد في رحلته كي يستحق الجائزة التي تتنظره في البلاد البعيده و أخد يجدف و يجدف حتى بدت البلده ففرح فرحاً شديداً حتى وصل إلى هناك و قال لمسئول المرسى أنه أتى على قارب صغير كي أفوز بالجائزة فقال له المسئول أخيرا قد وصلت فملكنا سيفرح كثيرا بك و سيهديك ما تريده هنا.
حياتنا تشبه ذلك الشاب فبعد أن تلدنا أمهتنا ننطلق في الحياة . و نقابل فيها أشخاص مخلصين و أخرين خائنين. و كثيرا ما تأتي الدنيا بالمصائب إلينا و المغريات كي نبتعد عن أهدافنا السامية
فمنا من يؤمن الخائن و نخون الأمين و منا من يستسلم للمصائب و الإغراءات و منا من يدفعها عنه و يستعين بالله و يحلها و في أخر رحلتنا في الحياة من أجتهد في دنياه كي ينعم في الأخرة يجد الجائزة و هي الجنة. فأي نوع نحن من الثلاث؟

0 التعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة

 
Design by Free Wordpress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Templates | تعريب وتطوير : قوالب بلوجر معربة